زرداري يرفض مهادنة طالبان

**الأربعاء 04 مارس 2009, 6:42 pm**

قال الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري إن باكستان لم ولن تتفاوض مع من اسماهم بـ"الطالبان المتشددين والارهابيين."
وقال زرداري إن "رجال الدين" الذين فاوضتهم حكومته مؤخرا في اقليم وادي سوات ليسوا من المحسوبين على حركة طالبان.
وكانت السلطات الباكستانية قد توصلت مؤخرا الى اتفاق مع رجل دين بارز في وادي سوات ستطبق بموجبه الشريعة الاسلامية في المنطقة مقابل وضع حد للهجمات التي تنفذها حركة طالبان.
وكان وادي سوات ذو الطبيعة الخلابة يعاني من العنف لفترة طويلة.
وكان مقاتلو طالبان قد شنوا حملة استهدفت فيما استهدفت المنشآت التعليمية في المنطقة، حيث دمروا مئتي مدرسة تقريبا معظمها مدارس للبنات في حملة منظمة ضد التعليم العلماني في وادي سوات.
الا ان الرئيس زرداري اصر في مقال نشره في صحيفة وول ستريت جورنال الامريكية على ان "رجال الدين الذين فاوضانهم في وادي سوات لم يكونوا من حركة طالبان، بل اننا اصرينا خلال الحوارات التي اجريناها معهم على ضرورة ان يقوموا بلجم مقاتلي طالبان وغيرهم من المسلحين وتحييدهم."
ومضى الرئيس الباكستاني الى القول في مقاله: "فاذا ما نفذ هؤلاء ما وعدوا به، ستكون هذه المبادرة قد نجحت لاجل اهالي وادي سوات، اما اذا لم ينفذوا التزاماتهم فستتصرف قواتنا بالطريقة المناسبة."
وقال زرداري إن "هذه العملية التي تستهدف الفصل ما بين العناصر التي يمكن اصلاحها عن تلك العصية عن الاصلاح قد اسئ تصويرها في الغرب. فالحكومة تصر على ان تعليم البنات امر اجباري. ان الاتفاق الاخير لا يعني ان الحكومة قد استسلمت للتطرف بل العكس."
وقال زرداري إن الصراع الذي تخوضه الحكومة ضد الارهاب صراع "لا هوادة فيه"، وانها (اي الحكومة) قد نفذت بالفعل عدة عمليات عسكرية ضد المسلحين.
وكان مسلحو حركة طالبان قد اعلنوا انهم سيلتزمون بوقف غير محدود لاطلاق النار في وادي سوات، وذلك اثر الاتفاق الذي ابرموه مع السلطات.
الا ان التوتر ما زال سيد الموقف في سوات، حيث لم يتخل المسلحون عن اسلحتهم بعد، ولم يتخلوا عن المناطق التي يسيطرون علياه.
وما برحت سوات تشهد صدامات دامية بين القوات الحكومية والمسلحين منذ نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2007 اسفرت عن مقتل 1000 على الاقل من المدنيين.
واسفر القتال ايضا عن نزوح الآلاف عن مساكنهم.