فرنسا محرجة بعد مقتل 10 من جنودها في افغانستان
الجمعة 22 أغسطس 2008, 12:38 pm
بعد وقت قليل من علمه بمقتل 10 جنود فرنسيين على ايدي مسلحي طالبان، اصدر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بيانا قال فيه انه سيسافر الى افغانستان لطمأنة القوات الفرنسية هناك انه يقف الى جانبها.
من الواضح ان الدولة الفرنسية تدعم شجاعة جنودها، الا ان ساركوزي يخطئ في حال اعتقد ان الشعب الفرنسي يؤيد الحرب.
وبعد قرار الدولة الفرنسية ارسال 800 جندي اضافي الى شمال شرقي افغانستان افاد استطلاع للرأي اجري في ابريل/ نيسان الماضي ان غالبية الفرنسيين يعتقدون ان لا مكان لفرنسا في النزاع الدائر في افغانستان.
وكانت المعارضة الاشتراكية قد حاولت منذ فترة ان تفتعل تصويت ثقة بالحكومة في مجلس النواب، الا انها فشلت في ذلك.
في المقابل، قالت صحيفة ليبراسيون الفرنسية اليسارية ان فرنسا، شاءت ام ابت، وجدت نفسها تخوض حربا فعلية على بعد 5 آلاف كيلومترات من اراضيها.
وفي افتتاحيتها ليوم الاربعاء قالت الصحيفة ان "رهان الجنود الفرنسيين الآن هو معرفة كيفية الانتصار في حرب مستحيل ربحها وحتى معرفة حرب من هي هذه الحرب؟ وهذا سؤال يسأله الفرنسيون جميعهم".
وكان الرئيس ساركوزي قد اعتبر ان "وجود فرنسا العسكري في افغانستان هو جزء من الحرب على الارهاب"، ليضيف ان "فرنسا الآن عرضة لهجوم ارهابي اكثر من اي وقت مضى"، وان "تصميمه الاستمرار بهذه الحرب لا يزال كما هو".
الا ان الكثيرين في فرنسا يتساءلون اذا لم تقع باريس ضحية الحرب التي تشنها بلاد العم سام.
احباط
عندما سحب الرئيس الفرنسي السابق الجنرال شارل ديغول بلاده من الذراع العسكرية لحلف شمال الاطلسي (ناتو)، فعل ذلك عن قناعة بأن هرمية القيادة في الناتو رسمت بشكل لا يسمح الا للولايات المتحدة بتزعمه، ولا يزال الكثيرون في فرنسا يرون الامور اليوم الامور من المنظار نفسه.
وهناك مشاهد واخبار لا تساعد فعلا على تهدئة الامور والرأي العام، فعلى سبيل المثال، ارسلت صحيفة لو باريزيان مراسلها في كابول الى القاعدة العسكرية حيث القوات الفرنسية، فكان عنوان الصحيفة "الجيش الفرنسي مصدوم"، والصورة التي ترافق التقرير تظهر جنرالا فرنسيا في القاعدة يضع رأسه بين يديه في اشارة الى جو الحزن واليأس الذي يخيم على المكان.
وكذلك من داخل القاعدة، قال جنود فرنسيون للمراسل انهم يعرفون ما هي مهمتهم التي لم تتغير، الا انهم اضافوا انهم سيكونون اكثر حذرا لدى خروجهم في دوريات.
وقال ضابط شاب للصحيفة ان المعنويات في كتيبته لم تكن يوما بهذا الضعف.
ويتناول احد المقالات في الصحيفة الصادرة الاربعاء معلومات حول الجندي جوليان الذي قتل الثلاثاء والذي كان من المفترض ان يحتفل بعيد ميلاده في اليوم التالي لمقتله.
نقاش برلماني
يذكر ان فرنسا رفضت المشاركة بالحرب التي شنتها على الولايات المتحدة وبريطانيا وبلدان اخرى على العراق، وهناك شعور بأنها دخلت الحرب على افغانستان من الباب الخلفي.
وقد قتل منذ عام 2003 في افغانستان 24 جنديا فرنسيا.
على الصعيد السياسي، قالت المعارضة الاشتراكية الفرنسية انها ستدعو الى نقاش في مجلس النواب الفرنسي حول سبب وجود القوات الفرنسية في افغانستان وماهية المهمة الموكلة اليها.
اما صحيفة لوفيغارو الموالية للحكومة الفرنسية فقد قالت بخجل ان "على فرنسا ان تفهم بأنها ليست بكابول في سياق مهمة حفظ سلام بل في سياق حرب".
ومستعيدة ما قاله الرئيس الفرنسي نيكولا ساروزي ولكن بكلمات اخرى قالت الصحيفة ان "مشاركة فرنسا في الحرب ليست خدمة للرئيس الامريكي جورج بوش انما تعبر عن التزام باريس في حربها على الارهاب.
الا ان مقتل الجنود الـ10 يأتي في وقت حرج اذ كان الرئيس الفرنسي قد اعلن منذ فترة وجيزة عن امكانية عودة فرنسا بطريقة كاملة الى المشاركة بقيادة الناتو، وبينما تملك فرنسا نحو 3 آلاف جندي في افغانستان، فسر اعلان ساركوزي على انه تعبير عن ارادة فرنسية بمشاركة اكثر فعالية في الحرب.
ونهاية، تجدر الاشارة الى عنصر ميداني مهم، وهو ان الدورية التابعة للقوات المشتركة والتي تعرضت لهجوم قتل خلاله الجنود الفرنسيين الـ10 وجرح 21 في منطقة ساروبي الصخرية شرق كابول، لم تكن بقيادة امريكية - بل بقيادة فرنسية.
من الواضح ان الدولة الفرنسية تدعم شجاعة جنودها، الا ان ساركوزي يخطئ في حال اعتقد ان الشعب الفرنسي يؤيد الحرب.
وبعد قرار الدولة الفرنسية ارسال 800 جندي اضافي الى شمال شرقي افغانستان افاد استطلاع للرأي اجري في ابريل/ نيسان الماضي ان غالبية الفرنسيين يعتقدون ان لا مكان لفرنسا في النزاع الدائر في افغانستان.
وكانت المعارضة الاشتراكية قد حاولت منذ فترة ان تفتعل تصويت ثقة بالحكومة في مجلس النواب، الا انها فشلت في ذلك.
في المقابل، قالت صحيفة ليبراسيون الفرنسية اليسارية ان فرنسا، شاءت ام ابت، وجدت نفسها تخوض حربا فعلية على بعد 5 آلاف كيلومترات من اراضيها.
وفي افتتاحيتها ليوم الاربعاء قالت الصحيفة ان "رهان الجنود الفرنسيين الآن هو معرفة كيفية الانتصار في حرب مستحيل ربحها وحتى معرفة حرب من هي هذه الحرب؟ وهذا سؤال يسأله الفرنسيون جميعهم".
وكان الرئيس ساركوزي قد اعتبر ان "وجود فرنسا العسكري في افغانستان هو جزء من الحرب على الارهاب"، ليضيف ان "فرنسا الآن عرضة لهجوم ارهابي اكثر من اي وقت مضى"، وان "تصميمه الاستمرار بهذه الحرب لا يزال كما هو".
الا ان الكثيرين في فرنسا يتساءلون اذا لم تقع باريس ضحية الحرب التي تشنها بلاد العم سام.
احباط
عندما سحب الرئيس الفرنسي السابق الجنرال شارل ديغول بلاده من الذراع العسكرية لحلف شمال الاطلسي (ناتو)، فعل ذلك عن قناعة بأن هرمية القيادة في الناتو رسمت بشكل لا يسمح الا للولايات المتحدة بتزعمه، ولا يزال الكثيرون في فرنسا يرون الامور اليوم الامور من المنظار نفسه.
وهناك مشاهد واخبار لا تساعد فعلا على تهدئة الامور والرأي العام، فعلى سبيل المثال، ارسلت صحيفة لو باريزيان مراسلها في كابول الى القاعدة العسكرية حيث القوات الفرنسية، فكان عنوان الصحيفة "الجيش الفرنسي مصدوم"، والصورة التي ترافق التقرير تظهر جنرالا فرنسيا في القاعدة يضع رأسه بين يديه في اشارة الى جو الحزن واليأس الذي يخيم على المكان.
وكذلك من داخل القاعدة، قال جنود فرنسيون للمراسل انهم يعرفون ما هي مهمتهم التي لم تتغير، الا انهم اضافوا انهم سيكونون اكثر حذرا لدى خروجهم في دوريات.
وقال ضابط شاب للصحيفة ان المعنويات في كتيبته لم تكن يوما بهذا الضعف.
تصاعدت الهجمات على الناتو اخيرا |
نقاش برلماني
يذكر ان فرنسا رفضت المشاركة بالحرب التي شنتها على الولايات المتحدة وبريطانيا وبلدان اخرى على العراق، وهناك شعور بأنها دخلت الحرب على افغانستان من الباب الخلفي.
وقد قتل منذ عام 2003 في افغانستان 24 جنديا فرنسيا.
على الصعيد السياسي، قالت المعارضة الاشتراكية الفرنسية انها ستدعو الى نقاش في مجلس النواب الفرنسي حول سبب وجود القوات الفرنسية في افغانستان وماهية المهمة الموكلة اليها.
اما صحيفة لوفيغارو الموالية للحكومة الفرنسية فقد قالت بخجل ان "على فرنسا ان تفهم بأنها ليست بكابول في سياق مهمة حفظ سلام بل في سياق حرب".
ومستعيدة ما قاله الرئيس الفرنسي نيكولا ساروزي ولكن بكلمات اخرى قالت الصحيفة ان "مشاركة فرنسا في الحرب ليست خدمة للرئيس الامريكي جورج بوش انما تعبر عن التزام باريس في حربها على الارهاب.
الا ان مقتل الجنود الـ10 يأتي في وقت حرج اذ كان الرئيس الفرنسي قد اعلن منذ فترة وجيزة عن امكانية عودة فرنسا بطريقة كاملة الى المشاركة بقيادة الناتو، وبينما تملك فرنسا نحو 3 آلاف جندي في افغانستان، فسر اعلان ساركوزي على انه تعبير عن ارادة فرنسية بمشاركة اكثر فعالية في الحرب.
ونهاية، تجدر الاشارة الى عنصر ميداني مهم، وهو ان الدورية التابعة للقوات المشتركة والتي تعرضت لهجوم قتل خلاله الجنود الفرنسيين الـ10 وجرح 21 في منطقة ساروبي الصخرية شرق كابول، لم تكن بقيادة امريكية - بل بقيادة فرنسية.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى