ضغوط على صربيا لاعتقال ملاديتش
الأربعاء 23 يوليو 2008, 12:51 pm
دعت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي صربيا الى اعتقال القائد العسركي الصربي راتكو مالديتش في اسرع وقت ممكن بعد اعتقال السلطات الصربية رادوفان كراجيتش. وقال المبعوث الاميركي في الامم المتحدة زلماي خليل زاد ان الولايات المتحدة ترحب باعتقال كراجيتش وتأمل في ان يلقى مالدتش المصير ذاته. كما اكدت فرنسا ان الاتحاد الاوروبي يتوقع ايضا من السلطات الصربية المزيد من الاعتقالات. وفي غضون ذلك، قال محامي زعيم الحرب الصربي السابق رادوفان كراجيتش الذي اعتقل الاثنين انه سيتصدى لقرار تسليم موكله الى المحكمة الدولية الخاصة بجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية التي ارتكبت خلال حرب البوسنة اوائل تسعينيات القرن الماضي. وتطلب الحكمة ومقرها لا هاي بتسلم كراجيتش ومحاكمته بتهم الابادة الجماعية وارتكابه جرائم ضد الانسانية. وقد تم اعتقال كراجيتش الاثنين في صربيا وهو حاليا ضمن مهلة الايام الثلاثة التي يحق له خلالها استئناف قرار ترحيله للمحاكمة في لا هاي. في المقابل، اعلن وزير الخارجية الصربي فوك جريميتش ان اعتقال كراجيتش يظهر التزام بلاده القوي بمبادئ الاتحاد الاوروبي. يذكر ان الاتحاد اشترط على صربيا اعتقال كراجيتش ومطلوبين آخرين للتقدم في عملية الانضمام. وجاءت خطوة الاعتقال بعد اسابيع فقط من تسلم حكومة حكومة صربية جديدة ادارة البلاد، وهذه الحكومة تتميز بتوجهها السياسي نحو انضمام صربيا الى الاتحاد الاوروبي. من جهته، اعلن مفوض الاتحاد الاوروبي لشؤون التوسيع اولي ريهن ان اعتقال كراجيتش يجعل صربيا تقترب خطوة اضافية من اعتبارها مرشحة جديا الى الانضمام. وفي حديث لبي بي سي قال وزير الخارجية الصربي ان "اهم اولويات الحكومة الصربية هي التأكد من التقدم نحو عضوية كاملة في الاتحاد الاوروبي وهناك عقدة واحدة باقية وهي التعامل التام مع المحكمة الدولية الخاصة ويجري العمل على تذليل العقبات التي تقف امام تعاون تام". وقد مثل كراجتش، والذي يبلغ من العمر 63 عاما، امام قاضي تحقيق محكمة جرائم الحرب في بلجراد، كما ينص على ذلك قانون الاتفاق مع المحكمة الدولية من اجل يوغسلافيا سابقا. وبعد مثول المعتقل، قرر القاضي تسليمه الى المحكمة الدولية، الا ان محامي كراجيتش قال انه سيستأنف القرار، "على الرغم من قناعته بأن طلبه سيرفض". على كل لسان ويقول مراسل بي بي سي في بلجراد نك ثورب ان موضوع الاعتقال هو على كل لسان في المدينة، واكثر من ذلك، فهناك كلام كثير عن اعتقال مطلوبين آخرين لدى المحكمة بتهم تشبه الموجهة الى كراجيتش وهما راتكو ملاديتش وجوران هاجيتش. وكانت السلطات الصربية قد كشفت سابقا عن تفاصيل اعتقال كراجيتش، مشيرة الى انه اعتقل وهو على متن حافلة في العاصمة الصربية حيث كان يحمل أوراقا وبطاقة هوية مزيفة. وأضافوا انه كان مقنعا جدا في أوراقه حيث بدا كرجل غير صربي يكسب عيشه من العمل في مجال الطب البديل. واتضح لاحقا انه كان يعمل في عيادة خاصة، متخفيا بشكل يصعب كشفه حيث كان بشعر أبيض ولحية بيضاء طويلة، وكان يدعو نفسه دراجان بابيتش، حسب ما صرح مسؤول صربي. يذكر ان كراجيتش كان يتزعم صرب البوسنة اثناء الحرب التي دارت رحاها بين سنتي 1992 و1995، مطلوب من قبل المحكمة بتهمة اقتراف جرائم حرب والابادة الجماعية. ونفى الزعيم الصربي السابق التهم الموجهة اليه عام 1995، ورفض الاعتراف بشرعية المحكمة الدولية. ولكن مواطني البوسنة من المسلمين والكروات عبروا عن ابتهاجهم لاعتقال كاراجيتش، وقالت كادا هوتيتش التي فقدت ابنها وزوجها في عمليات القتل التي مارستها القوات الصربية: "لقد تحققت العدالة أخيرا. ما حدث هذه الليلة يثبت أن مجرمي الحرب لا يستطيعون الفرار الى الأبد". | ||
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى